الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 133 ) قوله تعالى: بآخرين "آخرين" صفة لموصوف محذوف من جنس ما تقدمه، تقديره: بناس آخرين يعبدون الله، ويجوز أن يكون المحذوف من غير جنس ما تقدمه. قال ابن عطية: يحتمل أن يكون وعيدا لجميع بني آدم، ويكون الآخرون من غير نوعهم، كما روي أنه كان ملائكة في الأرض يعبدون الله. وقال الزمخشري: أو خلقا آخرين غير الإنس. وكذلك قال غيرهما. وقد رد الشيخ هذا الوجه بأن مدلول آخر وأخرى، وتثنيتهما وجمعهما، نحو مدلول "غير"، إلا أنه خاص بجنس ما تقدمه، فإذا قلت: "اشتريت فرسا واخر، أو ثوبا واخر، أو جارية وأخرى، أو جاريتين وأخريين، أو جواري وأخر"، لم يكن ذلك كله إلا من جنس [ ص: 113 ] ما تقدم، حتى لو عنيت: "وحمارا آخر" في الأمثلة السابقة لم يجز، وهذا بخلاف "غير"، فإنها تكون من جنس ما تقدم ومن غيره، تقول: اشتريت ثوبا وغيره، لو عنيت: وفرسا غيره، جاز. قال: وقل من يعرف هذا الفرق. وهذا الفرق الذي ذكره ورد به على هؤلاء الأكابر غير موافق عليه، لم يستند فيه إلى نقل، ولكن قد يرد عليهم ذلك من طريق أخرى، وهو أن "آخرين" صفة لموصوف محذوف، والصفة لا تقوم مقام موصوفها إلا إذا كانت خاصة بالموصوف، نحو: مررت بكاتب، أو يدل عليه دليل، وهنا ليست بخاصة، فلا بد وأن تكون من جنس الأول لتحصل بذلك الدلالة على الموصوف المحذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية