الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 86 ) والتحية في الأصل: الملك. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      1629 - أؤم بها أبا قابوس حتى أنيخ على تحيته بجندي



                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر: [ ص: 57 ]


                                                                                                                                                                                                                                      1630 - ولكل ما نال الفتى     قد نلته إلا التحية



                                                                                                                                                                                                                                      ويقال: التحية: البقاء والملك، ومنه: التحيات لله، ثم استعملت في السلام مجازا، ووزنها تفعلة، والأصل: تحيية، فأدغمت، وهذا الإدغام واجب خلافا للمازني، وأصل الأصل تحيي؛ لأنه مصدر حيا، وحيا: فعل، وفعل مصدره على التفعيل، إلا أن يكون معتل اللام نحو: زكى وغطى [ فإنه تحذف إحدى الياءين ] ويعوض منها تاء التأنيث، فيقال: تزكية وتغطية، إلا ما شذ من قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      1631 - باتت تنزي دلوها تنزيا     كما تنزي شهلة صبيا



                                                                                                                                                                                                                                      إلا أن هذا الشذوذ لا يجوز مثله في نحو "حيا"؛ لاعتلال عينه ولامه بالياء، وألحق بعضم ما لامه همزة بالمعتلها، نحو: نبأ تنبئة وخبأ تخبئة. ومثلها: أعيية وأعية، جمع عيي. وقال الراغب: وأصل التحية من الحياة، ثم جعل كل دعاء تحية لكون جميعه غير خارج عن حصول الحياة أو سبب الحياة. وأصل التحية أن تقول: حياك الله، ثم استعمل في عرف الشرع في دعاء مخصوص.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: أو ردوها ؛ أي: ردوا مثلها؛ لأن رد عينها محال، فحذف [ ص: 58 ] المضاف نحو: واسأل القرية . وأصل حيووا: حييوا، فاستثقلت الضمة على الياء، فحذفت الضمة فالتقى ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء وضم ما قبل الواو. وقوله: "بأحسن"؛ أي: بتحية أحسن من تلك التحية الأولى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية