الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 102 ) والضمير في فيهم يعود على الضاربين في الأرض، وقيل: على الخائفين، وهما محتملان، والضمير في "وليأخذوا" الظاهر عوده على "طائفة" لقربه منها، ولأن الضمير في قوله: "سجدوا" لها. وقيل: يعود على طائفة أخرى وهي التي تحرس المصلية. واختار الزجاج عوده على الجميع، قال: لأنه أهيب للعدو. والسلاح: ما يقاتل به، وجمعه أسلحة، وهو مذكر، وقد يؤنث باعتبار الشوكة، قال الطرماح:


                                                                                                                                                                                                                                      1650 - يهز سلاحا لم يرثها كلالة يشك بها منها غموض المغابن



                                                                                                                                                                                                                                      فأعاد الضمير عليه كضمير المؤنثة، ويقال: سلاح كحمار، وسلح كضلع، وسلح كصرد، وسلحان كسلطان، نقلهأبو بكر بن دريد. والسليح: نبت إذا رعته الإبل سمنت وغزر لبنها، وما يلقيه البعير من جوفه يقال له: [ ص: 85 ] "سلاح" بزنة غلام، ثم عبر به عن كل عذرة، حتى قيل في الحبارى: "سلاحه سلاحه".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "لم يصلوا" الجملة في محل رفع؛ لأنها صفة لـ "طائفة" بعد صفة، ويجوز أن يكون في محل نصب على الحال؛ لأن النكرة قبلها تخصصت بالوصف بأخرى. وقرأ الحسن : "فلتقم" بكسر لام الأمر، وهو الأصل. وقرأ أبو حيوة : "وليأت" بناء على تذكير الطائفة. وروي عن أبي عمرو الإظهار والإدغام في "ولتأت طائفة"، ووجوه هذه واضحة. وفي قوله: وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم مجاز، حيث جعل الحذر - وهو معنى من المعاني - مأخوذا مع الأسلحة فجعله كالآلة، وهو كقوله تعالى: تبوءوا الدار والإيمان في أحد الأوجه. وقد تقدم الكلام في "لو" الواقعة بعد "ود" هنا وفي البقرة، وقرئ: "أمتعاتكم" وهو الشذوذ من حيث إنه جمع الجمع، كقولهم: أسقيات وأعطيات. وقوله: "أن تضعوا"، كقوله: "أن تقصروا" وقد تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية