الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5 ] آ. ( 50 ) قوله تعالى: انظر كيف يفترون "كيف" منصوب بـ "يفترون"، وتقدم الخلاف فيه، والجملة في محل نصب بعد إسقاط الخافض؛ لأنها معلقة لـ "انظر"، و "انظر" يتعدى بـ "في"؛ لأنها هنا ليست بصرية. و "على الله" متعلق بـ "يفترون"، وأجاز أبو البقاء أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من "الكذب"، قدم عليه، قال: ولا يجوز أن يتعلق بالكذب؛ لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه، فإن جعل على التبيين جاز. وجوز ابن عطية أن تكون "كيف" مبتدأ، والجملة من قوله: "يفترون" الخبر، وهذا فاسد؛ لأن "كيف" لا ترفع بالابتداء، وعلى تقدير ذلك فأين الرابط بينها وبين الجملة الواقعة خبرا عنها ؟ ولم تكن نفس المبتدإ حتى تستغني عن رابط. و "إثما" تمييز، والضمير في "به" عائد على الكذب، وقيل: على الافتراء، وجعله الزمخشري عائدا على زعمهم، يعني: من حيث التقدير.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية