الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 61 ) قوله تعالى: رأيت : فيها وجهان، أحدهما: أنها من رؤية البصر؛ أي: مجاهرة وتصريحا. والثاني: أنها من رؤية القلب؛ أي: "علمت". فـ "يصدون" في محل نصب على الحال على القول الأول، وفي محل المفعول الثاني على الثاني. و "صدودا" فيه وجهان، أحدهما: أنه اسم مصدر، والمصدر إنما هو الصد، وهذا اختيار ابن عطية، وعزاه مكي [ ص: 16 ] للخليل بن أحمد. والثاني: أنه مصدر بنفسه، يقال: صد صدا وصدودا، وقال بعضهم: الصدود: مصدر "صد" اللازم، و "الصد" مصدر "صد" المتعدي، نحو: فصدهم عن السبيل ، والفعل هنا متعد بالحرف لا بنفسه؛ فلذلك جاء مصدره على فعول؛ لأن فعولا غالبا للازم. وهذا فيه نظر؛ إذ لقائل أن يقول: هو هنا متعد، غاية ما فيه أنه حذف المفعول؛ أي: يصدون غيرهم - أو المتحاكمين عندك - صدودا، وأما فعول فجاء في المتعدي، نحو: لزمه لزوما، وفتنه فتونا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية