الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 48 ) قوله تعالى: إلا مبشرين ومنذرين حال من “المرسلين"، وفي هذه الحال معنى الغلبة؛ أي: لم نرسلهم لأن تقترح عليهم [ ص: 638 ] الآيات، بل لأن يبشروا وينذروا. وقرأ إبراهيم ويحيى: "مبشرين" بالتخفيف، وقد تقدم أن "أبشر" لغة في "بشر".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "فمن آمن" يجوز في "من" أن تكون شرطية، وأن تكون موصولة، وعلى كلا التقديرين فمحلها رفع بالابتداء والخبر: "فلا خوف"، فإن كانت شرطية فالفاء جواب الشرط، وإن كانت موصولة فالفاء زائدة لشبه الموصول بالشرط، وعلى الأول يكون محل الجملتين الجزم، وعلى الثاني لا محل للأولى ومحل الثانية الرفع، وحمل على اللفظ فأفرد في "آمن" و "أصلح"، وعلى المعنى فجمع في فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ويقوي كونها موصولة مقابلتها بالموصول بعدها في قوله: "والذين كذبوا".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية