الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 56 ) قوله تعالى: أن أعبد في محل "أن" الخلاف المشهور؛ إذ هي على حذف حرف تقديره: نهيت عن أن أعبد. وقوله: "قد ضللت إذا ": "إذن" حرف جواب وجزاء لا عمل لها هنا لعدم فعل تعمل فيه، والمعنى: "إن اتبعت أهواءكم ضللت وما اهتديت"، فهي في قوة شرط وجزاء.

                                                                                                                                                                                                                                      والجمهور: "ضللت" بفتح اللام الأولى. وقرأ أبو عبد الرحمن، ويحيى، وطلحة بكسرها، وقد تقدم أنها لغة. ونقل صاحب " التحرير " [ عن يحيى وابن أبي ليلى أنهما قرا ] هنا وفي ألم السجدة: "أإذا صللنا" بصاد غير [ ص: 657 ] معجمة. يقال: صل اللحم؛ أي: أنتن، وهذا له بعض مناسبة في آية السجدة، وأما هنا فمعناه بعيد أو ممتنع. وروى العباس عن ابن مجاهد في "الشواذ" له: "صللنا في الأرض"؛ أي: دفنا في الصلة، وهي الأرض الصلبة. وقوله: "وما أنا من المهتدين" تأكيد لقوله: "قد ضللت". وأتى بالأولى جملة فعلية ليدل على تجدد الفعل وحدوثه، وبالثانية اسمية ليدل على الثبوت.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية