الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 51 ) قوله تعالى: يؤمنون فيه وجهان، أحدهما: أنه حال: إما من "الذين"، وإما من واو "أوتوا". و "بالجبت" متعلق به، "ويقولون" عطف عليه، و "للذين" متعلق بـ "يقولون"، واللام: إما للتبليغ، وإما للعلة كنظائرها. و "هؤلاء أهدى" مبتدأ وخبر في محل نصب بالقول. و "سبيلا" تمييز. والثاني: أن "يؤمنون" مستأنف، وكأنه تعجب من حالهم؛ إذ كان ينبغي لمن أوتي نصيبا من الكتاب ألا يفعل شيئا مما ذكر، فيكون جوابا لسؤال مقدر، كأنه قيل: ألا تعجب من حال الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ؟ فقيل: وما حالهم ؟ فقال: يؤمنون ويقولون، وهذان منافيان لحالهم.

                                                                                                                                                                                                                                      والجبت: هو الجبس بالسين المهملة، أبدلت تاء، كالنات والأكيات وست [ ص: 6 ] في: الناس والأكياس وسدس، قال:


                                                                                                                                                                                                                                      1594 - ... ... ... ... شرار النات ليسوا بأجواد ولا أكيات



                                                                                                                                                                                                                                      والجبس: هو الذي لا خير عنده، يقال: رجل جبس وجبت؛ أي: رذل، قيل: وإنما ادعى قلب السين تاء؛ لأن مادة "ج ب ت" مهملة، وهذا قول قطرب، وغيره، يجعلها مادة مستقلة، وقيل: الجبت: الساحر بلغة الحبشة، ويطلق الجبت على كل ما عبد من دون الله؛ ولذلك سموا به صنما بعينه. والطاغوت تقدم تفسيره وتصريفه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية