و "كما كفروا" نعت لمصدر محذوف تقديره: كفرا مثل كفرهم، أو حال من ضمير ذلك المصدر كما هو مذهب و "فتكونوا" عطف على "تكفرون"، والتقدير: ودوا كفركم فكونكم مستوين معهم في شرعهم. قال سيبويه، ولو نصب على جواب التمني لجاز. وجعل الشيخ فيه نظرا من حيث إن النصب في جواب التمني، إذا كان التمني بلفظ الفعل يحتاج إلى سماع من الزمخشري: العرب، بل لو جاء لم تتحقق فيه الجوابية؛ لأن "ود" التي بمعنى التمني متعلقها المصادر لا الذوات، فإذا نصب الفعل بعد الفاء لم يتعين أن [ ص: 63 ] تكون فاء جواب، لاحتمال أن يكون من باب عطف المصدر المقدر على المصدر الملفوظ به، فيكون من باب:
1637 - للبس عباءة وتقر عيني ... ... ... ...
يعني: كأن المصدر المفعول بـ "يود" ملفوظ به، والمصدر المقدر بـ "أن" والفعل عطف عليه، فجعل المصدر المحذوف ملفوظا به في مقابلة المقدر بـ "أن" والفعل، وإلا فالمصدر المحذوف ليس ملفوظا به إلا بهذا التأويل المذكور، بل المنقول أن الفعل ينتصب على جواب التمني إذا كان بالحرف، نحو: "ليت، ولو، وألا"، إذا أشربتا معنى التمني. وفيما قاله الشيخ نظر؛ لأن لم يعن بالتمني المفهوم من فعل الودادة، بل المفهوم من لفظ "لو" المشعرة بالتمني، وقد جاء النصب في جوابها كقوله: الزمخشري فلو أن لنا كرة فنكون ، وقد قدمت تحقيق هذه المسألة، فقد ظهر ما قاله من غير توقف. و الزمخشري "سواء" خبر "تكونون"، وهو في الأصل مصدر واقع موقع اسم الفاعل بمعنى: مستوين؛ ولذلك وحد، نحو: رجال عدل.