الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 129 ) قوله تعالى: كل الميل نصب على المصدرية، وقد تقرر أن "كل" بحسب ما تضاف إليه، إن أضيفت إلى مصدر كانت [ مصدرا ]، أو ظرف أو غيره فكذلك. قوله: "فتذروها" فيه وجهان، أحدهما: أنه منصوب بإضمار "أن" في جواب النهي. والثاني: أنه مجزوم عطفا على الفعل قبله؛ أي: فلا تذروها؛ ففي الأول نهي عن الجمع بينهما، وفي الثاني نهي عن كل على حدته، وهو أبلغ. والضمير في "تذروها" يعود على المميل عنها؛ لدلالة السياق عليها. قوله: "كالمعلقة" حال من "ها" في "تذروها"، فيتعلق بمحذوف؛ أي: فتذروها مشبهة المعلقة، ويجوز عندي أن يكون مفعولا ثانيا؛ لأن قولك: "تذر" بمعنى: "تترك"، و "ترك" يتعدى لاثنين إذا كان بمعنى صير.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية