الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 10 ) قوله تعالى: والذين كفروا : مبتدأ، و "أولئك" مبتدأ ثان، و "أصحاب" خبره، والجملة خبر الأول، وهذه الجملة مستأنفة أتي بها اسمية دلالة على الثبوت والاستقرار، ولم يؤت بها في سياق الوعيد كما أتى بالجملة قبلها في سياق الوعد حسما لرجائهم، وأجاز بعضهم أن تكون هذه الجملة داخلة في حيز الوعد، على ما تقدم تقريره في الجملة قبلها، قال: لأن الوعيد اللاحق بأعدائهم مما يشفي صدورهم، ويذهب ما كانوا يجدونه من أذاهم، ولا شك أن الأذى اللاحق للعدو مما يسر، ويفرح ما عند عدوه. وفيه نظر، فإن الاستئناف واف بهذا المعنى؛ فإن الإنسان إذا سمع خبرا يسوء عدوه سر بذلك، وإن لم يوعد به، وقد يتقوى صاحب هذا القول المتقدم بأن الزمخشري قد نحا إلى هذا المعنى في سورة سبحان، قال: فإن قلت: علام عطف وأن الذين لا يؤمنون ؟ قلت: على أن لهم أجرا كبيرا ، على أنه بشر المؤمنين ببشارتين اثنتين: بثوابهم وبعقاب أعدائهم، فجعل عقاب أعدائهم داخلا في حيز البشارة، فالبشارة هناك كالوعد هنا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية