الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 17 ) قوله تعالى: فمن يملك الفاء عاطفة هذه الجملة على جملة مقدرة قبلها، والتقدير: قل كذبوا - أوليس الأمر كذلك - فمن يملك ؟ وقوله: "من الله" فيه احتمالان، أظهرهما: أنه متعلق بالفعل قبله. والثاني: ذكره أبو البقاء أنه حال من "شيئا"، يعني: من حيث إنه كان صفة في الأصل للنكرة، فقدم عليها فانتصب حالا، وفيه بعد أو منع. وقوله: "فمن" استفهام توبيخ وتقرير، وهو دال على جواب الشرط بعده عند الجمهور. وقوله: "ومن في الأرض" من باب عطف العام على الخاص حتى يبالغ في نفي الإلهية عنهما، فكأنه نص عليهما مرتين، مرة بذكرهما مفردين، ومرة باندراجهما في العموم. و "جميعا" حال من المسيح وأمه ومن في الأرض، أو من "من" وحدها لعمومها، ويجوز أن تكون منصوبة على التوكيد مثل: "كل"، وذكرها بعض النحويين من ألفاظ التوكيد. وقوله: "يخلق" جملة لا محل لها لاستئنافها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية